في 11-32 مصنعا أو من 1.479 ترون ريال بتاريخ الجمعة 16 صفر 1445هـ 1 سبتمبر 2023م نشرت احدى صحفنا اليومية تقريرا عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية جاء فيه : ان في المملكة 11,032 مصنعاً حجم استثماراتها 1.479 تريليون ريال وأن الوزارة أصدرت 102 ترخيصا صناعيا جديدا خلال شهر يوليو 2023، توزعت على خمسة أنشطة صناعية يتصدرها نشاط صنع المنتجات الغذائية بـ21 ترخيصاً، ثم صنع المعادن اللافلزية الأخرى بـ16 ترخيصاً، فصنع المعادن المشكلة باستثناء الآلات والمعدات بـ14 ترخيصاً.

وأخيرا صنع منتجات المطاط واللدائن بـ9 تراخيص، والصناعات التحويلية الأخرى بـ8 تراخيصا —الخ ومن خلال قرائتي لهذا التقرير اتضح ان بلادنا والحمد لله تسير بالاتجاه الصناعي الصحيح وبقفزات هائلة وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ان حكومتنا الرشيدة سائرة في التطور الحضاري الصناعي بل هي تسابق الدول الصناعية في هذا المجال والواضح ان بلادنا تخطو خطوات سريعة مذهلة في الصناعة وكأني أراها تزاحم الدول الصناعية ذات الباع الطويل في الصناعة لتحتل مكانة مرموقة بين تلك الدول وليس هذا الأمر بمستحيل فبالهمة نصل إلى القمة.

ولكن يا ترى هل للتوطين نصيب من تلك المصانع وحض من تلك ال 1.479 تريليون ريال عسى أن يكون ذلك والذي اريد معرفته هو كم عامل بتلك المصانع وكم هي نسبة المواطنين فيها وحسب ظني فنصيب التوطين فيها ضعيف جدا لما نراه من التعقيد في قبول المواطن للعمل بتلك المصانع وكان المفروض على الوزارة المعنية ان تشترط نسبة من عدد موظفي كل مصنع عند الترخيص له أن يكونوا مواطنين وان تكون تلك النسبة الزامية لانقبل التغاضي عنها ولا التخفيف منها بل ومن اجل التأكد من وفاء تلك المصانع بشرطنا ان تدرب العدد المطلوب لهذا المصنع قبل بدئ التشغيل سواء أكان التدريب داخليا او خارجيا وبهذه الطريقة نضمن ان يسير التوطين في الاتجاه الصحيح في مصانعنا اذ أن التوطين سبيل لتقليل نسبة البطالة وزيادة القوات العاملة السعودية بل هي تحقيق لأهداف رؤية المملكة 2030 التي لم تترك بابا ما طرقته من اجل تحقيق امنيات أبناء الوطن في كل اتجاه بل إن التوطين حق للمواطنين الذين قد يمثلون نسبة كبيرة من مستهلكي منتجات تلك المصانع وتشغيلهم ردا لمشترياتهم وللعلم فقد سبق ان كتبت عن هذا الموضوع منذ اكثر من عشرين عاما وذلك عبر جريدة الجزيرة (لا أذكر التاريخ) بعنوان (التدريب قبل التشغيل) ولكن يبدو ان رؤيتي تلك لم تتحقق الى اليوم ولعلها تلوح بالفق.